Skip to main content
Uncategorized

كيف تُورّث التقاليد؟

By أغسطس 1, 2023No Comments

قبل أكثر من 55 عاماً تعرّضت شكرية وهي امرأة عراقية ستينية من شمال العراق، للختان. تقول شكرية: “شعرت بألم وبكيت كثيراً. كنت مجرد طفلة، ولا أستطيع أن ألوم أمي” فيما بعد أخضعت شكرية بناتها الست لختان الإناث!يقول الفيلسوف البريطاني برتراند راسل: “إن العرف الاجتماعي يُفرض في البداية على الشخص فرضًا ثم ينتهي بمرور الوقت إلى أن يصبح هو نفسه نسيج شخصيته وطبعه وبذلك لا يكون قيداً يحد من حريته، بل يصير عين فعله الحر الذي يصدر عنه من تلقاء نفسه.” عبر التاريخ الإنساني الممتد هناك عادات وتقاليد اجتماعية في كل زمان ومكان، تنطوي هذه العادات على كثيرٍ من الممارسات الخاطئة والمضرة، وبحكم إن المرأة هي الحلقة الأضعف في المجتمعات؛ فإنها المتضرر الأول بتلك العادات.فمن ختان الإناث في مصر والسودان إلى تشويه الأقدام في الصين، وليس انتهاء بكي صدور النساء في الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا. المفارقة هي إن النساء على وجه الخصوص تُفرَض عليهن العادة بادئ الأمر، بعضهن يبكي، بعضهن يصرخ، وبعضهن يغمى عليه! ولكن ما أن تعتاد إحداهن على العادة، حتى تصير جزءاً من شخصيتها وسلوكها، وتفرضها على بناتها وقريباتها!تروي الكاتبة الصينية المشهورة يونغ تشانغ في روايتها “بجعات برية” محنة جدتها مع عادة تشويه الأقدام، وهي عادة صينية قديمة، تقوم فيها الأمهات بتشويه أقدام بناتهن منذ سن الثانية، لتصير أرفع وبالتالي تبدو أجمل بنظر الرجال عندما تكبر.تقول الكاتبة بأن جدتها كابدت أفظع الآلام أثناء تشويه قدميها، لكن الغريب في الأمر إن النساء الصينيات اللواتي أخضعن بناتهن لتلك العادة المؤلمة جداً، كن أنفسهن ضحايا تلك العادة من أمهاتهن! وبالرغم من أن المرأة هي المتضرر الأول من التقاليد الاجتماعية، إلا أن بعض النساء ينذرن أنفسهن لتمرير تلك التقاليد للأجيال اللاحقة ويصبحن كشرطيات لدى الرجال لتمرير التقاليد. وبذلك تصبح المرأة عدوةً لنفسها وبنات جنسها.الصورة من لقاءٍ مع عجوز صعيدية تعرَّضت لإحدى أبشع الممارسات بحق المرأة، ختان الإناث. ولكن ما أن كبرت حتى صارت مشرفة على تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات الصغيرات.

نص علي عزيز

Leave a Reply